إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 9 أغسطس 2025

الأستاذ اللواء/
أحمد إدريس...


أحاديث الـــــــزمان

     و

الإنسان


أبدأ بإذن الله تعالى كتابات توثيقية في حلقاتٍ لشخصية هذا الإنسان الذي لمس وجودَه في حياتهم الكثيرون من أهله وأصدقائه - الذين أتشرف أن أكون أحدهم - وطلابه وزملائه بل وغرمائه، وربَّ مشادَّة أو مشاحنةٍ أفرزت صداقةً ومودة:(عَسَىْ اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِيْنَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً)ً  إنه الأستاذ سعادة اللواء/ أحمد إدريس أحمد يوسف.. ابن جزيرة بُلَّنارْتِي في الولاية الشمالية، رجلٌ عاش لمبادئه وعاملَ الناس كما يحب أن يعاملوه. رجلٌ يحمل من الزمان دروسه وتجاربه، ويحفظ للأيام نداوتها وقساوتها، ويعرف للناس حقهم ومستحقهم. كل ذلك كان ميراث تجارب عاشها الرجل على أصعدةٍ شتى لا يتخيل المرء لأول وهلة أن يسلك إنسانٌ فجاجها مجتمعةً للظن المُسبَق أن لكل صعيدٍ منها شخصيةً لا تصلح لغيره وأقداماً لا ترسخ إلا على ظهره، لكن توفيق الله تعالى ورحمته أهَّلَته ليُعطي في كل صعيدٍ منها ما يَجِب ويتركها عندما يُحِب ويُخلِّد فيها إرثاً ما يزالُ يُذكر به. عرفَتْه مؤسسة "البوليس" السوداني ركناً من قياداتها ومثالاً في انضباطها و"أَخُوْ أَخْوَانْ"، ثم ترجَّل عنها طوعاً وهو "مدير شرطة الولاية الشمالية". وعرفه العمل العام عضواً قيادياً في مجلس التشريع بالولاية الشمالية دهراً غنياً بالعطاء والمثابرة والمشاركة في تأسيس الولاية، فكان فيها "رئيس لجنة التشريع"، فعرِفَ وعَارَكَ وأعطى وشارك فأتعب مَنْ خَلْفَه بعد أن غادر منحازاً لمواقفه. ثم ولج حياض التعليم العالي بعضوية هيئة التدريس في جامعة دنقلا محاضراً بكلية التربية بدنقلا، فحصد مودة الطلاب بأُبُوَّته، واكتشفنا بمثاليته عمقاً إنسانياً غاب فينا فمثَّلَ لنا معشر المعلمين قدوةً، وظهر بيننا برؤاه في تطوير التعليم العالي التي اختمرت عنده عبر مشاركته السابقة في عضوية مجلس الجامعة ثم ممارسته التدريس، الأمر الذي جرَّ عليه من مرارات الزمان ما نرجو عفو الله فيه عن الجميع. ثم لمع أخيراً في سماوات العمل العام بترؤسه "للجنة الانتخابات العامة في الولاية الشمالية" لانتخابات رئاسة الجمهورية والولاة وأعضاء المجالس النيابية المركزية والولائية في العام 2010م، لكنْ حضرت مرةً أخرى حكمة لبيد بن ربيعة:            

                                    وَكُلُّ أُناسٍ سَوفَ تَدخُلُ بَينَهُم     دُوَيْهِيَّةٌ تَصْفَرُّ مِنها الأَنامِلُ

       كل تلك التجارب صقلت هذه الشخصية العامة وأهلت هذا الرجل للشهادة على الزمان والإنسان في مسرح الحياة، فتناول الإعلام بسط دراساته العلمية لارتباطها بحياة الناس فسلط البرنامج الإذاعي "من المكتبة السودانية" الضوء والتحليل لدراسته للماجستير حتى كتب رئيس التحرير محمد الامين نور الدائم لجريدة الحدث - العدد (١٥٧) بتاريخ الخميس الموافق ١٩٩٩/٧/١ فى الصفحة الأخيرة تحت عنوان (الشرطة فى الإذاعة والصحافة) يقول:(الإذاعة السودانية دائماً تتفرد وتتفوق على شتى وسائل الإعلام الموجودة العاملة بهذا البلد، برامجها متينة وقوية وهادفة وجديرة بالاهتمام والاستماع للاستفادة. وكثير من البرامج الثقافية الثابتة الجاذبة المتجددة تجبرك على التتبع بفعالياتها ولمسها الحواس ومشاعر من يهتم بها ويتابعها. شدني برنامج "من المكتبة السودانية" هذا البرنامج الحافل الموسوعة الذي يستعرض على فترات آراء وأفكار أعظم المفكرين في بلادي، وأعجبني أكثر هذه الأيام لأنهم يتابع بالتحليل آراء اللواء شرطة/ أحمد إدريس في الحديث عن علاقة التربية بالعمل الشرطي وكيف أن الجمهور يخاف من الدخول إلى مكاتب الشرطة، وتاريخ هذا الخوف وإنه ذو آثار تربوية سالبة تعرض لها بالشرح والتفصيل والدعوة للعلاقة الودية بين الشرطة والمجتمع ولا بد من إزالة هذه الشائبة التربوية المتأصلة في نفوس المجتمع. ولكي يكتمل دور الشرطة لحفظ الأمن والنظام لا بد من إزالة هذه المخاوف، والحديث عن الأخلاق الفاضلة ودوره في رقي المجتمعات وتقدمها.

    تحية للسيد اللواء/ أحمد إدريس على هذه الدراسة، وإجلال وإكبار للإذاعة السودانية التي تعرف كيف تختار برامجها. وهذه دعوة لمتابعة هذا البرنامج الثقافي المفيد).  

وبعدُ ... إني لأرجو أن تجدوا في هذا التوثيق وهذه الإفادة أكثر مما آمُل متعةً وفائدة. والله من وراء القصد