إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 20 يناير 2011

ماذا خسر السودان بانفصال الجنوب

        اكتسب السودان ذلكم القطر السياسي أبعاداً متعددة بما حققه في تواريخ تكوينه المختلفة من مكنونات عرقية وتراثية وجغرافية وحضارية ودينية جعل ذلك الخليطمن السودان شيئاً مميزاً في العالم، فهو أشبه الدول بالقارة.
        السودان بتلك الكينونة الفريدة غدا في فترة من الزمن مطمعاً استعمارياً في فترة "نهضة الغرب!!!!" وانتهاجه الاستعمار ـ والذي لا يعدو إلا الوجه الأبرز للهمجية والعدوان على الدول والنهب المسلح لمقدرات الشعوب والإرهاب الدولى للعزَّل للآمنين ـ وليت تلك الحالة قد انتهت في هذا العصر!..... لكنها في شأن السودان لم تنته بعد، لكن تنوعت المداخل في الشأن السوداني..وذلك حديث طويل.
        والسودان بتلك الكينونة كان مؤهلاً ولاعباً أساساً في حوار الحضارات الإنساني، فغدا السوداني مقبولاً قارياً لكل الأفارقة ـ سيما ذوي الأصول العربية الأفريقية منه ـ مرفوضاً غربياً بفعل ثاراتٍ استعمارية للغرب لم يغض الطرف عنها، فالتربية الغربية لا تسمح في كثير من الأحيان للقيادات الاجتماعية في الغرب بالتجاوز، فلم يستسغ الغرب السودانيين استساغة الأفارقة والآسيويين لهم، من أجل ذلك غنى السودانيون للعلاقات بينهم وآسيا كما فعل الكابلي ـ المطرب السوداني ـ وغنى السودانيون لانتمائهم الإفريقي.
      هل لعب الجزء الجنوبي من السودان الدور الأساس في تلك التركيبة الحضارية للقطر.. وهل أسهم في ذلك الدور الإنساني للسوداني؟؟؟ من غير شك أن الجواب نعم، فمن باب المصاهرة والامتزاج بين الشمال والجنوب تكونت تلك الذاتية للسودان القطر، ومنه جاء نجاح الدور العالمي للسوداني على امتداد التاريخ. لكن الخطأ الجسيم أن يعتقد البعض أن بالانفصال ينكفىء السودان على نفسه أو تتحل الكينونة السودانية إلى مركبات قاصرة عن دورها العالمي. يدرك ذلك حق الإدراك من يرى أن أغلب الأدوار لعبها خارجياً الممتزجين من السودانيين وليس مفردي التكوين منهم..
        حُق بذلك لأمثال الأستاذ محجوب عروة أن يرفضوا إلا الانتماء للسودان لا العربية ولا الإفريقية فالهوية السودانية مميزة وتستحق المفاخرة ولا تنتهي باتحاء البعض بجزء جغرافي منه... لكن الفقد عظيم.