إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 مارس 2011

بين ليبيا والعراق والسودان واليمن....


جميلة تلك الأيام التي تغنينا فيها في السودان في مطلع التسعينات من القرن الماضي بالوحدة الأممية لأمتنا، وقد كنا نتراءى معالمها في سياسات الصمود بوجه المطامع الغربية في منطقتنا. العذر كله للذين لم يوافقونا مواقفنا تلك ولم يروا آراءنا، لكني وبرغم ما أراه اليوم من تداعي تلك الحكومات ليبيا والعراق وتهاوي اليمن لم أزل على يقين أن الأمة لا يصلحها إلا الوحدة على أصالتها لا على مصالح غيرها وتغيير هويتها.
نحن في الشرق أمة ذات حضارة أصيلة، كنا كذلك قبل أن تأتينا المسيحية، ثم أنشأنا دولاً في ظل المسيحية احترمها الغرب إبان حقبة الاستعمار إيهاماً منه أنها امتداد له ـ لكونه مسيحياً بالادعاء ـ لكنها كانت جزءاً من حضارتنا أهل الشرق لا تمت للغرب بصلة. ثم جاءنا الإسلام فتميزنا به عن أهل الغرب هويةً ومنهجاً في الحياة، الأمر الذي لم يرتضوه منا فحاربونا وما زالوا.
اليقين على ثوابت التفكير والاجتهاد أمر أساس في الحياة، وهو مركز الاستهداف من أعدائنا، فهم أكثر ما يستهدفون زعزعة ثقتنا في مستقبلنا، وقد غرهم في ذلك المظاهر الجميلة لواقعهم، لكن المستبصر للأمور يدرك أن هذه الظواهر تخفي مشكلات تنفجر بين عصر وآخر تذهب بكل ما بُني بالمال الحرام مثلما تفجرت الأزمة المالية العالمية والبطالة في الدول الأوربية والبقية تأتي.
برغم ذلك قناعتي الأكيدة أن المنى وحدها لا تغني عن العمل في مجالات محددة، ليست تلك الأسطوانات الفارغة أو التي لا تعني ملفوظها من نحة حقوق الإنسان أو حقوق الاثنيات أو أو حرية التعبير أو حق المرأة وغيرها من الشعرات الحرابية. لكن الذي أرى ضرورته وسبب انتفاضة الشعوب ضد أنظمتها هو عدم أصالة تلك الأنظمة فهي وصفات مستوردة لم تُكيَّف لتلائم شعوبنا بل انبهر بها ـ بغير ابتلاء هواتها ـ فجُلبت لنا وبنيت عليها القوانين وطرق العمل في الخدمة العامة والسوق عموماً فذلت أقواماً لم يرو فيها لهم نجاة ابد الدهر فانتفضوا، وغالب هؤلاء هم الشباب الذين كان عليهم ان ينتظروا طويلاً ثم لا يظفروا إلا بما يجود عليهم بها القلة من الكهول الذين عرفوا فنون اللعبة البالية بالمصالح العامة والخاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق