إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 13 مارس 2012

مجالس المرحوم الأستاذ مصطفى يس (2)كتاب مفتاح الإعراب

مما يُذكر به الراحل المقيم الأستاذ مصطفى محمد يس إخلاصه وتفانيه في عمله التدريس ـ والحق فإن جيله كله من المعلمين كان يحمل تلك الصفة ـ وكنا ممن حبانا الله تعالى ـ وله الحمد ـ أن كنا من تلامذته فنلنا من ذلك المعروف الكثير.
ذكرت له ـ رحمه الله ـ تفوق الأساتذة محمد عبد الحميد النزهي والأستاذ إدريس حسن عبد ربه في مجال النحو والإعراب ـ برغم أنهم من أساتذة اللغة الإنجليزية في المدارس ـ فقال لي: هذه الدفعة من المعلمين من أشهر تلاميذي، ولي مع تدريسهم قصة، وهي أنني قدمت منقولاً إلى المدرسة الأهلية بدنقلا، وكنت أدرِّس تلاميذ الصفوف المتقدمة في المدارس المتوسطة، فطلب مني مدير المدرسة على استحياء أن أقوم بتدريس الصف الأول، فقبلت واشترطت عليه أن أقوم بتدريسهم مادة النحو في الصف الثاني والثالث والرابع ـ حيث كانت المتوسطات أربع سنوات  حينذاك ـ وكان مقرر النحو الجديد حينها هو كتاب (النحو الواضح ) للأستاذ المشهور/ علي الجارم. وقبل المدير، فكان أن قمت بتدريسهم ذلك الكتاب حتى الفصل الثالث، فغُيّر السلم التعليمي إلى ثلاث سنوات، فتُقلوا إلى المرحلة الثانوية وفيه أعادوا دراسة الجزء الثالث من الكتاب.
والحق لله فإن كلا الأستاذين إدريس حسن عبد ربه ومحمد عبد الحميد النزهي لهما في أعناقنا فضلٌ كبيرٌ في باب النحو والإعراب، أما الأول فقد اتصلت به في حلقات التلاوة، وما طرأت علي مسألة في إعراب القرآن الكريم إلا ووجدت عنده فيها جواب. وأما الأستاذ  محمد عبد الحميد النزهي فقد درسنا عنده مادة النحو والصرف في المرحلة المتوسطة وما زلت أحفظ عنه دروساً كاملةً في النحو والصرف. والشيء بالشيء يذكر فقد أخذت عن الأستاذ محمد عبد الحميد النزهي اهتمامه بجمع بعض البيات الشعرية المؤثرة وقول الشعر كذلك، فقد كان يتلو علينا بعض أشعاره أحياناً.

وبالعود إلى سيرة الأستاذ المرحوم مصطفى محمد يس، فمما نذكر له بالفضل أنه درّسنا أبواباً من كتاب "مفتاح الإعراب" في المدرسة المتوسطة في "دروس العصر" تلك الحصص التي كان الأساتذة  يقيمونها للطلاب بدون مقابل مادي إخلاصاً وتفانياً، وأكثر من ذلك أنهم كانوا يقيمون دروساً قبل بداية الدوام اليومي تسمى "الحصص الصباحية" وكانت أحياناً تبدأ قبل شروق الشمس.
وكتاب "مفتاح الإعراب" كتاب مفيد يحوي دقائق المسائل النحوية لذلك كان أستاذنا عليه رحمة الله يسميه "بوليس النجدة" لأنه كان يلجأ إليه إن طرقه سؤال محير فيجد عنده الجواب الشافي.
رحم الله الأستاذ مصطفى محمد يس واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق