إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

أيها الشيوعيون... انضموا إلى الحركة الإسلامية

    بكل أسف لم أستطع تزويق العنوان أو عرض الأمر بطريقة مختلفة قد لا توفر الصدمة التي أتوقعها من هذا العنوان، وبالتالي أتخوف حقاً من عدم فهم مقصدي من الجدية والموضوعية التي أريد أن أسوق بها خطابي إلى أخوة في الوطن أجد كثيراً من الملتقيات التي تجمعني بهم ـ ولو ظاهراً ـ فأحب أن أبسط رداءً للتقارب بما سأقول...
    كنت قد رأيت أولاً أن أعنون بالدعوة إلى (المؤتمر الوطني) الذي هو الجناح السياسي للحركة الإسلامية السودانية، وعلى الرغم من أن الحزب يضم كثيراً من المسيحيين النصارى، إلا أني عنيت الحركة الإسلامية لأني لم أجد في كثير من الشيوعيين حاجزاً فكرياً بينهم وشعارات الحركة الإسلامية في السودان أو غيره من الدول الإسلامية وسأبيّن ذلك...
    قد كان لي أن أدعو أي يساري لتبني الاتجاه الإسلامي في العمل العام ـ وهو مدرسة في العمل العام أوضح من أي تجربة يسارية في الشرق الأوسط صحت أو فسدت تلك المدرسة ـ وفي ذلك معاني تحملني على دعوة الشيوعيين خاصةً إلى ذلك الاتجاه والمنهج لما أثبت الزمان لأهله وله من سمات، وهي: 
* أولها الجدية والجدوى فلولاها لما ظهرت سمات تلك المدرسة وثبتت في وجه الاجتياح والصراعات، حتى رسمت ملامح أنظمة شتى في دولٍ إسلامية للحكم والإدارة والاقتصاد والمظهر العام، بل وتعدت إلى دولٍ أوربية تعمل بالنظام المصرفي الإسلامي لما ثبت لها من جدواه.
* وثانيها الوضوح (كفاحاً) وعدم التدثر بشعارات مستعارة أو دعاوى دخيلة أو نمذجة مخلة وفاضحة، وفي ذلك أشير إلى استعمالها  المصطلحات الشرعية الإسلامية القديمة المتجددة، مما حدا بالمناوئين للإسلام من الشرق والغرب امتداح الإسلام والتورية في معاداته بعيب التطبيق المخل به أو الاتباع غير الصحيح له (الإسلام الشائه)، (الإسلام السياسي)، (الإرهاب)، (قوانين سبتمبر)، (الإسلاموية)...
* وثالثها اعتراف الفكر الإسلامي بالحقوق الفكرية السابقة كلها ولو كانت ضد الإسلام (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا)، فاتباع الاتجاه الإسلامي في العمل العام يحفظ لصاحبه الحق في الاحتفاظ بكفاحه السابق في سبيل اكتشاف الحق ولو كان ذلك جهاداً سابقاً ضد الإسلام، فمن هو عمر بن الخطاب قبل الإسلام ومن أبو سفيان ومن خالد بن الوليد؟ ومن أحمد سليمان المحامي ومن عبد الباسط سبدرات ومن أمين حسن عمر ومن يس عمر الإمام؟ وأنا بالطبع لا أقارن أو أجمع هؤلاء إلى أولئك ولكني أقرِّب الصورة (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، والبشر من طبعهم أنهم لا يرغبون في التخلي الكامل عن ماضيهم وتجاربهم السابقة وهي جزء من شخصياتهم ومكوناتهم المعنوية التي لا يتصورون كمال شخوصهم إلا بها.. كما أن تجربة الاتجاه الإسلامي السوداني تذخر بالنماذج من اليسار التي تبوأت أعلى المواقع فيها بعد التحول كما أشرت...
    وأمر أهم يجعلني أقدّم هذه الدعوة للشيوعيين على وجه الخصوص من دون بطون اليسار السوداني وهو أني لمحت كثيراً من السمات التي تجعلهم أولى بالاتجاه الإسلامي، فمن ذلك:
* الثقافة، والتنوير فهم قد سبقوا طبقات المكونات السياسية التي عاصرتهم في العلم والتثقيف فكانوا الأولى باكتشاف المنهج الإسلامي في العمل العام واكتشاف أهليته للتبني لولا العصابة العمياء التي ارتضوها ضده لاعتقادهم الخاطئ أن الطائفية التي عاصروها ونافحتهم أنها تمثل ذلك الاتجاه وترمز له، فاجتهدوا في بزها فغلبتهم بجماهيرها غير المتعلمة، لكن الشيوعيين لم ينفعهم وعيهم في التعامل مع الواقع والقبول به من غير الركون لنتائج جهودهم، ولكان حينذاك تحولهم للمنهج الإسلامي لا غبار عليه، وليس هذا القول من فراغ فربيبهم الرئيس الأسبق الراحل جعفر محمد نميري عليه رحمة الله فعل ذلك ولم يُعبه إلا من حسده من بطون اليسار.
    إلا أن الحق أن الشيوعيين لم تبدُ عليهم نجابة العلم بل التعالي به على مجتمعاتهم، إما فعلا بالإرهاب الجسدي بالمذابح مثلما تم في أكثر من حادثة تاريخية في السودان وغيره، أو باتخاذ هيئات في المظهر يتميزون بها على أعراف مجتمعاتهم حتى لكأن الشيوعي يبدو بين الناس بمظهره، وهذه الفعال أنتجت لهم عزلاً اجتماعياً مكّن غيرهم من التفوق عليهم.
* الإخلاص في خدمة شعاراتهم ولو اتخذوا من المنهج الإسلامي سبيلاً لنفعهم إخلاصهم ذلك.. فالنصارى عاب عليهم المولى عز وجل عدم إخلاصهم لشعارهم فقال:( ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها)، فلو رعوها حق رعايتها لنفعهم ذلك. والشيوعيون خدموا شعاراتهم بإخلاص فلو عرفوا للمنهج الإسلامي سبيلاً لنفعهم إخلاصهم.
* مدافعة الطاغوت، وبالرغم من كونهم في ذلك (فرّقوا دينهم) بأن نافحوا الطاغوت الغربي ووالَوْا الشرقي ولو صدقوا لرموهم عن قوسٍ واحدة. وليس ذلك بصادّهم بل داعيهم فالمسلمون الأقدمون قبل الهجرة فرحوا لنصرة الطاغوت الغربي على الشرقي وغايرتهم قريشٌ ثم اتبعت المنهج الإسلامي بعدُ، فما بال الشيوعيين، الذين أكثرهم المسلمون.
      وليعلم الشيوعيون وغيرهم أن (كلمةُ الله هي العليا) آية، ويشمل ذلك المعترك السياسي بكل أجزائه، وهنا إضافةٌ أخرى وهي أن رهان الإسلام كاسبٌ كاسحٌ ولو كان مع غير الصادقين، لأن وعد الله الذي صدقته المعارك السياسية على امتداد التاريخ هو (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً).. نألم كثيراً أن نرى أفاضل ضمهم ذلك الصف ألا ينهجوا الإسلام ويغتروا بالطائفة الغوغاء التي أعجبتها شعارات اليسار في الردح السالف ومظاهرها فلحقوا بها بعد أن نُحست، تشجِّعُهم على البقاء فيها...
      اللهم هل  بلغت،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق